إذا كنت في كل الأمور معاتبا ** صديقك لم تلق الذي تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه ** مقارف ذنب تارة ومجانبه
لا داعي لكل العتاب والشكوى لإخواننا وأصدقائنا حتى ولو خابت ظنوننا في بعضهم .. وإذا ظللنا نشكو ونعاتب فسنفاجأ قريبا بأنه ليس حولنا أحد ؛ لإنه لا يوجد شخص على وجه هذه الأرض لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل سالما من العيوب والنقائص، فكلُ بني آدم خطاء، وإذا أردت أخاً بلا عيب بقيت بلا أخ ، فعليك أن تتقبل صديقك على ما فيه من العيوب ، وأن تغفر لصاحبك ما دام قد أخطأ عن غير عمد،
وَمَن ذا الَّذي تُرضى سَجاياهُ كُلُّها ... كَفى المَرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعايِبُهْ
أن الشخص الذي تعد معايبه يكون نبيلا ، لماذا ؟؟ ، لأن العد هنا يكون للشيء القليل ، فلو كانت معايبه كثيرة لما كنا بحاجة لبذل الجهد في عدها وإحصائها
فالشخص الذي غلبت عليه العيوب حتى صارت كثيرة لن نكون بحاجة لعدها وتجشم عناء احصائها
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى...... ظمئت ، وأي الناس تصفو مشاربه
وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى............ وبـالشوكـ ،، والخطَّي حُمر ثعالبه
يصفُ الشاعرُ بأنَّ الحياة لا تصفو لأحد فهي تارة حلوة وتارة مرّة . وكما يُقال في الأمثال : (يومٌ لكَ ويومُ عليكَ )
شبه الشاعر ضخامة وكثرة عدد الجيش كأنّه قطعةٌ من الليل الزاحف الذي لا يرى الإنسان فيه شيءٌ من شدة سواده
كأن مثار النقع فوق رؤوسهم وأسيافنا ..................ليل تهاوى كواكبه
فنجد أن الشاعر بشار بن برد يأتينا بصورة تخييلية يشبه لنا فيها صورة الغبار المتصاعد في أجواء المعركة – ولونه أسود –بينما تلمع السيوف وسطه- بيضاء مشرقة متهاوية –فوق رؤوس الأعداء .يشبه هذه الصورة بصورة أخرى أخرى مماثلة هي صورة الليل –الدامس المظلم –الذي راحت كواكبه تتهاوى –بيضاء ساطعة ..فوجه الشبه هنا مأخوذ من أمور متعددة هي:صورة الظلام والبياض والإشراق معا.
فراحو:فريقا في الاسار ومثله................ قتيله ومثله في البحر هاربا